لامس
موغلا
يكون لزاماً علينا في بعض الأحيان أن نلامس طبيعة المنطقة وثقافتها وتاريخها لنتمكن من إدراك قيم موغلا التاريخية والثقافية والسياحية. وكلما قضيت وقتاً في موغلا، ستكتشف الحرف اليدوية التي حافظ عليها سكان المنطقة منذ آلاف الأعوام، ومظاهر الجمال الطبيعة، ومنتجات الحرفيين المبتكرة بطرق تقليدية.
يمكن للزوار الذين يرغبون بزيارة موغلا ورؤية قيمها التاريخية والسياحية، اكتشاف يخوت بودروم التي يتجلى فيها سر نجاح الملاحة منذ العصور القديمة، وكيفية صناعتها بمهارة، وكذلك منازل ومداخن موغلا التي أصبحت رمزًا للمدينة، وعوالم تحت الماء في مياه شواطئ موغلا الزرقاء، والأنشطة الرياضية المليئة بالأدرينالين مثل ركوب الأمواج والطيران المظلي، والقيم التاريخية والثقافية الأخرى للمدينة.
الحرف اليدوية
يمكن رؤية منتجات الحرف اليدوية التي يعود تاريخها لآلاف الأعوام في موغلا اليوم. وما زال الناس في هذه البلدة والحرفيين والشركات يعملون على إحياء الحرف اليدوية المحلية المهددة بالانقراض. تطورت ثقافة اليوروك والحرف اليدوية المستمرة في المدينة منذ القدم، وتحظى الأشغال اليدوية باهتمام كبير حيث يتم إنتاجها بألف جهد وجهد، خاصة في فصل الصيف.
يُعد نسيج داستر القديم الذي يعود إلى مرحلة انتقال القبائل التركية من البداوة إلى نظام الاستقرار في المنطقة، نوعاُ من النسيج المحلي. هو نوع مميز من نسيج الخيوط القطنية البيضاء، يطبق عليه نقوش من الخيوط، يفضل أن تكون نفس اللون، وذلك باستخدام النول بدون المشط. تجذب المنسوجات الخاصة بالمنطقة الموجودة في ورشة صنع نسيج داستر في فتحية، انتباه الزوار. أما الأحزمة المنسوجة بنقوش وألوان متعددة على شكل أحزمة رفيعة وطويلة، تُعد حرفة يدوية أخرى تحمل خصائص منطقة فتحية الثقافية.
ومن ناحية أخرى، فإن الحياكة تتمتع بتاريخ يضاهي تاريخ البشرية في موغلا. وتشكل المنسوجات قسماً مهماً من الحرف اليدوية التقليدية في موغلا. وبمرور الوقت، تطورت وتنوعت المنسوجات التي كانت تُصنع في الماضي من أجل اللباس والأغطية. أحرزت الظروف الجغرافية وأسلوب المعيشة في المنطقة تقدماً بالتوازي مع حرفة الحياكة. وعلى هذا النحو، تطورت حرفة الحياكة أيضاً في المنطقة التي تتبنى أسلوب معيشة شعب اليوروك. ويُعد سجاد ميلاس، وسجاد قايا كوي، وبساط الجمل بفتحية من بين المنسوجات المحلية المعروفة في موغلا. ويحوز بساط الجمل على أهمية كبيرة في ثقافة اليوروك، حيث يساهم في تمتع القافلة (أو الكروان) بمنظر فاخر أثناء الهجرة والتنقل بين الهضبة والساحل. فهي لحظة مهمة تستعرض فيها نساء اليوروك مواهبهن.
في موغلا، تتم صناعة نسيج الملابس والعباءات الخفيفة مثل الشرشف، بالإضافة إلى منسوجات البسط والسجاد والفراش. كما تتم حياكة نسيج الباز (القماش) المعروف باسم نسيج الوطن الأخضر في قرى موغلا الكثيرة، لكن هذه الحرفة تستمر اليوم بشكل أكبر في مدن فتحية / أوزوملو وباير والوطن الأخضر (يَشيل يورت) وقفاجة. بينما كانت الأقمشة المنسوجة تستخدم كشراشف وأغطية للأسرّة في الماضي، فإنها تُستخدم اليوم كستائر وشراشف وملابس وأغطية متنوعة. ويتم تقديم نسيج أقمشة موغلا، الذي يحافظ على خواصه التقليدية، في المعارض والمهرجانات، حيث تقوم المؤسسات الخاصة والرسمية بإثرائه بالتصاميم الحديثة.
نوع أخر من الحرف المتطورة في موغلا وهو صناعة النحاس. وتُعد مدينة كواكلي دره مركز صناعة النحاس في موغلا. وكواكلي دره هي مدينة بعيدة عن المركز، وتقع بين الجبال. بالرغم من عدم معرفة كيف بدأت وتطورت صناعة النحاس في كواكلي دره، فقد تم تثبيت وجود صناعة النحاس منذ أربعة أجيال في المنطقة، وأنها تواصل وجودها كعادة عائلية. وبينما كان سكان المنطقة قديماً يكسبون قوتهم من صناعة النحاس، سواء كان عن طريق الإنتاج أو التسويق، فإن عدداً قليلاً من العائلات الآن تواصل مهنة صناعة النحاس.
رخام موغلا
تُعد موغلا أحد المحافظات التي يوجد بها أجود أنواع الرخام في تركيا. يحتل الرخام المستخدم في تشييد المباني منذ آلاف السنين أهمية كبيرة في المناطق الداخلية، لا تقل عن أهمية الإمكانات السياحية في الأقسام الساحلية بموغلا. ومن المعروف أنه تم صنع الضريح الذي يُعد من عجائب الدنيا السبع، من الرخام الموجود هنا، وكذلك مدينة ستراتونيكيا القديمة تم فيها استخدام الرخام الموجود هنا.
يبلغ إجمالي مخزون الرخام في موغلا 400 مليون طن، ومخزون الرخام القابل للعمل 181 مليون متر مكعب، ويتوفر في موغلا أصناف رخام موغلا الأبيض، ولَيلَك ميلاس، وبوردو إيجة، والصدف، وكواكلي دره، والزهري.