AR
  • English
  • Türkçe
  • Deutsch
  • العربية
  • русский язык
  • español, castellano
  • Français
  • українська
  • فارسی
  • 中文 (Zhōngwén), 汉语, 漢語
  • انظر

    موغلا

    تشتهر موغلا التي تجمع بحر إيجة بالبحر الأبيض المتوسط بأنها مكان الحفاظ على التاريخ والطبيعة، وتشابك البحر مع غابات الصنوبر مثل الأكواريوم، والمكان الذي يتوقف فيه الزمن.

    تقع موغلا في جنوب منطقة إيجة، وتغزو قلوب الزوار بقيمها التاريخية والثقافية المحمية منذ العصور القديمة من جهة، وشمسها التي تملؤكم دفئاً، وبحرها المتلألئ وخلجانها التي تنتظر أن يتم اكتشافها من جهة أخرى.

    وفي موغلا التي استضافت العديد من الحضارات عبر التاريخ، يمتد تاريخ أول مستوطنة بشرية إلى عصر ما قبل التاريخ، وذلك حسب الرسومات الصخرية الموجودة في كهوف المنطقة.

    وبينما يستمتع زوار موغلا بالبحر والرمل والشمس من ناحية، يقومون برحلة تاريخية في المدن القديمة ومئات المتاحف والمواقع الأثرية الواقعة في المنطقة من ناحية أخرى.

    دار الثقافة في موغلا

    يُعد بيت الثقافة في موغلا أحد أكثر الأماكن شعبية وارتياداً. ففي بيت الثقافة الذي يمتد تاريخه إلى القرن التاسع عشر وتم تأميمه في عام 1999، يمكنكم أن تروا كلاً من العمارة التركية والرومانية.

    متحف موغلا:

    يتموضع المتحف على مخطط مستطيل الشكل، مُكوَّنٍ من طابقين مطلين على فناء مفتوح، ويتوزع في الداخل إلى قاعات للآثار والأجناس البشرية (الإثنوغرافيا) والمصارعين والتاريخ الطبيعي. يُعرض في قسم الإثنوغرافيا إكسسوارات الملابس والأواني المستخدمة في الحياة اليومية، إلى جانب الأدوات الخاصة بمهنة الحياكة والنجارة، وفي قاعة المصارعين شواهد قبور لسبعة مصارعين تم العثور عليهم في مدينة ستراتونيكيا القديمة، وفي قسم الآثار حفريات نباتية وحيوانية عمرها تسعة ملايين.

    خان بائعي الدهون

    كان هذا الخان الذي يمتد تاريخه لأربعينيات القرن العشرين، مركزاً تجارياً مهماً في تاريخ المدينة. ففي فناء الخان منطقة للاستراحة تحت ظل شجرة الدلب، ويحيط به مصانع للدهون والزيوت كانت قائمة، وقد تم ترميمه في الوقت الحاضر. واستراحة الشاي تحت شجرة الدلب مناسبة جداً أثناء جولتكم.

    ميدان صبور خانة

    يعتبر ميدان صبور خانه مستوطنة نموذجية، حيث يتشكل الطابع المعماري الفريد في وئام مع الجغرافيا، وتعيش معاً الثقافتان المختلفتان، التركية والرومانية أو المسلمة والمسيحية. كان الميدان يُسمى في القديم باسم السجن الذي كان يقع هنا. ويُعد ميدان صابور خانه (أي منزل الصبر الذي يشير إلى السجن) موقعاً حضرياً نموذجياً بمنازله المسجلة الـ 400 تقريباً، وبنيته التي تضم 170 بناءً نموذجياً للعمارة المدنية، وشوارعه، وخاناته القديمة، وشدرواناته، وأراستاته (الأراستة - سوق يضم أصحاب المهنة الواحدة)، وميادينه ومساجده. يمكن الدخول إلى بعض المنازل عن طريق الأبواب المفتوحة من أفنيتها على الحارات المسدودة. ومن السمات المميزة لمنازل هذه المنطقة ومنازل موغلا كل من: الأرائك الأمامية المفتوحة أو المغلقة، والمزخرفات الخشبية، والشرفات، والحمامات المدفونة في الجدران على شكل خزانة.

    منازل ومداخن موغلا

    تلعب العوامل الطبيعية والبيئية والعرقية والثقافية دورًا مهمًا في تشكيل منازل موغلا التقليدية، والتي تعد إحدى رموز المدينة المهمة. وبشكل عام يمكن تقسيم منازل موغلا إلى منازل تركية ومنازل يونانية (أو الروم). وهذه المنازل لا تنقسم إلى حرملك وسلاملك كما في المنازل التركية التقليدية. ويطلق على المساحة التي تُفتح على الحديقة في البيوت التركية المبنية عموماً على شكل طابقين؛ اسم "الحياة". ومنازل الأروام (أي اليونانيين) فهي عبارة عن منازل مبنية بالحجارة من طابقين وبخطوط بسيطة. يتم تخطيط الطابق الأرضي من المنازل عمومًا كمخزن، والطابق العلوي للعيش والسكن. وإطلالة المنازل بواجهاتها الأمامية على الحارة أو الجادة مباشرة، وعدم انفصالها عن الطريق بجدار بينيٍّ فاصلٍ، تبيِّن مكانة التجار في المجتمع.

    وأهم ما يميز منازل موغلا عن المنازل الأخرى في المنطقة هي مداخنها. فالمناخ يلعب دورًا مهمًا في تشكيل مداخن موغلا. حيث تتشكل المداخن على شكل مستطيل، وذلك بإغلاق الجزء العلوي منها بشكل يمنع وصول الرياح والأمطار إليها. وقد أصبحت "مدخنة موغلا" المتشكلة على أيدي الحرفيين النحاتين، بإكسابها وحدة قرميد على الطراز التركي، رمزاً للمدينة.

    سوق أراستة التاريخي

    عندما كان العنصر الوحيد الذي يربط المدينة بالعالم الخارجي، طريق إزمير - أيدين - جينة - طواس - دَنيزلي، كانت القوافل (أو الكروانات) التي تستخدم هذا الطريق، تمر من موغلا. تدخل قوافل الجِمال المدينة من شارع سَكي باشي الحالي، وتصل عبر هذا الطريق إلى المركز، ويقع خان الدّهانين، بالمنطقة التي ما زالت تحافظ على مركزيتها التجارية في لمنطقة الحضرية، في الخان الكبير (قوجة خان). تصل الكروانات إلى طواس الموجودة حتى اليوم، على "طريق جبل يلانلي"، بمغادرة المدينة من حي صبور خانة، وتعبر إلى دَنيزلي من هناك. من المعروف أن خان الدهانين الذي يقع على خط طريق الكروان التارخي، وخان إبراهيم، وخان باجيلَر (الأخوات)، خان بالْجي أوغلو، وخان كوناك ألتي، وخان قوجة الذي لم يعد قائماً الآن؛ كانت في الماضي من أكثر الأماكن نشاطًا في المدينة. كانت الأراستة بمثابة نقابة لأصحاب مهنة، يطلقون عليها اسم مهنتهم.

    وما زالت تسمى حتى اليوم ب "أراستة الحدادين" و "أراستة النحاسين". وكانت المدبغة الواقعة في شمال أراستة، مركزًا تجاريًا مهمًا داخل بنية المدينة. وقد جذبت الجلود المصنوعة هنا الكثير من اهتمام أصحاب الكروانات. أما السلع المهمة الأخرى لأصحاب الكروانات، فهي القماش المنسوج على أنوال يدوية، ومنتجات الغابات (الأخشاب)، والجص عالي الجودة المستخرج من جبل خامورسوز. تُعد أراستة منطقة ذات كثافة تجارية، وتعكس خواص العمارة المدنية ذات النسيج التاريخي، وهي مركز تجاري تقليدي يقع عند تقاطع محاور الشمال والجنوب والشرق والغرب على خط سير طريق الكروانات القديمة بموغلا.

    قبر غوموش كَسان التذكاري

    يقع هذا النصب التذكاري العظيم داخل فضاء نكروبول (أي مقبرة) المدينة القديمة الواقعة على المنحدر الشرقي لجبل سودرا، على حدود ميلاس. ولم يكن بناءه ممكناً إلا بقرار مجلس شيوخ المدينة وفقاً للفترة التي يعود إليها، وقد تم تشييده بلا شك من أجل شخصية مرموقة مثل حاكم أو قائد ميلاس وعائلته أيضاً. وبناء القبر الذي تم تشييده من الرخام الرمادي المعرق المستخرج من محاجر جبل سودرا، يرتفع على منصة مستوية تكونت بسبب ميل الأرض. وبشكل عام، تتكون حجرة القبر، وهي موقع الدفن، من ثلاثة أجزاء: طابق أوسط مُحاط بأعمدة ويقام فيه الاحتفالات الدينية، وطابق السطح الذي تعززه هذه الأعمدة.

    وسقف السطح الذي تشكل نتيجة تراكم الكتل الرخامية الكبيرة فوق بعضها بانزياحات تؤدي إلى تضييقه من الداخل، تمت زخرفته بنقوش هندسية ونباتية، كأنها تؤكد على أهمية الشخص المدفون في القبر، ويبدو فيها المهارة العالية في تشكيل الحجر.

    ورغم أنه ضريح يذكر بضريح هاليكارناس باعتباره واحداً من عجائب الدنيا السبعة من حيث الشكل العام، فهو بناء فريد من نوعه. ويمكن العثور على نظرائه في شرق البحر الأبيض المتوسط، وشمال بلاد الرافدين (جنوب شرق الأناضول). والنظر إلى تقنية إنشاء القبر والزخارف الرخامية المميزة تشير إلى منتصف القرن الثاني بعد الميلاد.

    مسجد قورشونلو

    يُعد مسجد قورشونلو مسجداً من العصر العثماني ويقع في حي مَنتَشة بالي بك. بناه السيد شجاع الدين في عام 1493. وأضاف إليه شريف أفندي فناء الرواق عام 1900. وقام الحاج إسماعيل في نفس الأعوام ببناء مئذنته. وأهم ما يميز المسجد عن مساجد موغلا الأخرى هي قبته الكبيرة المغطاة بالرصاص، وكان يضم في الماضي مدرسة ذات ثلاثين غرفة وقد تمت معالجة الزخارف المنحوتة يدوياً في المسجد بالفوة التي تم إحضارها من رودس. تحمل الجدارن الرئيسية المصنوعة من الحجر المقطوع بشكل منسق خصائص العمارة السلجوقية.

    مسجد الشيخ

    المسجد الذي بناه الشيخ بدر الدين عام 1565، وقد تم ترميمه عدة مرات، وأُضيفت المئذنة في أوائل القرن التاسع عشر. يتمتع مسجد الشيخ بأهمية تاريخية ويُعد من أقدم مساجد موغلا. تحدث أوليا جلبي عن مسجد الشيخ بموغلا عند زيارته في عام 1671؛ باعتباره أثراً مهماً.

    مسجد يلّي

    يقع في شرق الأسوار بمنطقة تسمى كَبَز. وكان مصلى الجماعة الأخيرة في المسجد ذو القبة المركزية مغطى بسقفين متقاطعين من القرميد. وتقوم القبة على مثلثات كروية مزخرفة. يمكن الدخول إلى قسم المصلى المغلق عبر سلسلة من القناطر مزخرفة بصف من القرميد في الركن الشمالي الغربي. كما أن الباب الواسع من الجهة الشرقية يتيح دخول الجامع مباشرة.

    وتُعد كل من أحجار الزاوية وإطار الباب والأقواس مصنوعة من الحجر الجيري. كما أن المكعبات الخزفية المخبأة داخل الجدار عند مستوى المثلثات الموجودة بداخل المسجد تتولى وظيفة توزيع الصوت. ومعظم المكعبات التي تكونت نتيجة تساقط الجص مكسورة. ويعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر.

    مسجد فيروز بك

    يقع في مركز المدينة وسط فناء واسع في حي فيروز باشا، وقد تم بناءه عام 1394. ويقوم المسجد بين حصار باشي والطاحونة الهوائية وسط مساحة محاطة بغرف مدرسة. ويطلق عليه مسجد قورشونلو بسبب قبته المغطاة بالرصاص، ومسجد غوك (السماء) نظراً للون الرخام المستخدم في جدرانه الرئيسية. وللفناء الكبير ثلاثة مداخل من ثلاثة جهات: الجنوبية والشمالية والشرقية. وللمبنى الذي يحمل خصائص العمارة العثمانية المبكرة مخطط مقلوب بحرف (T).

    دير يَديلر (السبعة)

    يقع في قرية غول ياقا داخل حدود محافظة موغلا، مدينة ميلاس، حي بافا.

    ويُعد أكبر أديرة المنطقة. تتكون مساحة الدير من فناء كبير في الشرق، وفناء صغير في الغرب وكلاهما بالكامل مُحاط بالصخور. تقع في شمال الفناء الصغير قلعة علوية محاطة بالجدران، وفي جنوبه قلعة مأوى صغيرة تم تعزيز دفاعها بفتحات الرمي على صخرة واحدة.

    وربما كان يوجد مركز ديني في الجنوب الغربي. ويوجد هناك مصلَّيَيْن كنَسيَّين، وكهف مُستخدم كمصلى كنسي، وفيه حنية مكونة بجدار من الداخل. ويتم دخول الغرفة الأمامية للمصلى الكنسي المبني تحت الأرض عن طريق درج ضيق أمام جدار الكنيسة الغربي.

    توجد لوحات جصية لمشاهد عن قيامة لازاروس (لعازر)، التي تروي الأحداث المهمة للمسيحية، وصلب سيدنا عيسى، موضوع القبر، ومشهد القيامة، وعن حياة سيدنا عيسى وأعماله وموته.

    برج الساعة

    أراد الحاج قاضي زاده سليمان أفندي، أحد أوائل رؤساء البلديات في موغلا، وزوجته الأم بَمبة، أن يبنيا برجا شبيهاً بالبرج الذي رأوه في دمشق في طريقهم إلى الحجاز عام 1895، فجعلوا البارع الروماني الشهير فيلفاروز (ابن ميخائيل قسطنطين) يبني برج الساعة الموجود حالياً.

    مدينة ميندوس القديمة

    مدينة ميندوس أحد المدن التي تحدث عنها الكتاب القدماء كثيراً، ومعروفة اليوم باسم غوموشلوك وقد بناها ماوسولوس ملك كاريا المشهور. والوصول إليها سهلٌ جداً. لا يوجد شيء يبدو على سطح الأرض، بخلاف الكنيسة البيزنطية، وبعض جدران الأسوار، وبقايا الأسوار المعروفة خطأً باسم جدار لَلَغ على التل، وحاجز الأمواج المغمور في الماء، وأطلال البرج. ولكن عند التدقيق، يمكنكم رؤية الأعمدة المغطى نصفها تحت الأرض، وآثار الفسيفساء، وقطع السيراميك في كل مكان تقريبًا. فهذه المدينة التي لم يحاصرها ويستولى عليها الإسكندر، اليوم عبارة عن قرية جميلة للصيادين.

    وتُعد إحدى الأماكن التي تنتج النبيذ (الخمر) في العصور القديمة. يتم خلط نبيذ ميندوس بمياه البحر ويُشرب باعتباره مفيدًا للمعدة. وقد شوهدت هذه العادة في أماكن أخرى في العصور القديمة. تشتهر بلدة غوموشلوك التي هي ميندوس اليوم؛ بحدائق اليوسفي (أو المندرين). ويُنْسَجُ فيها كذلك مشغولات البساط (كِليم) وإن كانت بنسبة ضئيلة.

    كانت تستخدم منطقة كويون بابا كمنجم حجري في عصر ماوسولوس، وهي قريبة من غوموشلوك. ومن الأماكن الجديرة بالرؤية.

    مسرح بودروم القديم:

    هو عبارة عن مبنى شامخ يقع في شمال مدينة هاليكارناسوس القديمة، ويتكئ على المنحدر الجنوبي لغوك تبة المستخدمة باعتباره نيكروبولاً، أي مقبرة، يعود في تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ويحمل جميع خصائص المسرح قبل العصر الإمبراطوري الروماني. والمسرح القديم يُعد المبنى الوحيد الذي استطاع الوصول إلى يومنا من بودروم في العصر الكلاسيكي. ومن بين سمات المسرح المثيرة للاهتمام قبل المسرحيات، معبده الذي تقدم فيه الأضاحي فداءً لديونيسوس (أو إله الخمر باخوس)، والفتحات الموجودة بين بعض المقاعد، والتي ربما كانت تستخدم كمظلات. يتسع المسرح لثلاثة عشر ألف شخصٍ، وبين كل مقعدٍ ومقعدٍ مسافة 40 سم.

    كنيسة قاضي قلعة سي (قلعة القاضي)

    يتمتع الهيكل الرئيسي لكنيسة (قلعة القاضي) بحالة جيدة وما زالت حتى الأن فارغة وغير مستخدمة. والمباني التي تمثل في كثير منها نماذج للعمارة الهلنستية؛ تثير الاهتمام. حيث كان حُكام بودروم يجتمعون قديماً في هذه المباني لاتخاذ قرار مهم. وأصبحت قلعة القاضي أهم مكان لاتخاذ القرارات المحلية خلال الإمبراطورية العثمانية. واستُخدمت كميناء لإمداد الأسطول في العصر العثماني، ثم لعبت دوراً مهماً في التجارة الحدودية مع جزيرتي كاليمنوس وكوس.

    قلعة بودروم

    تم بناء قلعة بودروم قديماً على جزيرة تسمى زَفيريون في العصور القديمة، والتي تحولت الآن إلى شبه جزيرة. وقد شيدها فرسان القديس يوحنا عام 1406، باعتبارها قاعدة مركزية لهم. تحافظ قلعة بودروم على المخطط الأصلي وشخصية عصر الفرسان (الشوفاليية) وتعكس السمات المعمارية القوطية.

    والقلعة في الأناضول تُعتبر النموذج الوحيد المصون جيداً لفرسان القديس يوحنا. كما أنها تُعد عالمياً أحد أفضل الآثار التذكارية المحفوظة جيداً من العصور الوسطى، وما زالت قائمة كقطعة تراثية متكاملة. وقد استُخدم في بنائها الحجارة المتبقية من انهيار ضريح موسولوس الذي يعتبر أحد عجائب الدنيا السبعة، في زلزال أصابه.

    . بعد مغادرة فرسان القديس يوحنا بودروم عام 1523، استخدم العثمانيون هذه القلعة كسجن حتى القرن التاسع عشر وذلك، وقد هلكت بسبب القصف البريطاني والفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية.

    متحف بودروم لآثار ما تحت الماء

    قلعة بودروم اليوم، تستضيف متحف بودروم لآثار ما تحت الماء. ومتحف بودروم لآثار ما تحت الماء يعتبر المتحف المائي الوحيد في تركيا، ومن أهم المتاحف المائية القليلة في العالم. وفي عام 1995، حاز المتحف بجائزة "الثناء الخاص" في المسابقة الأوربية لمتحف العام.

    يضم متحف بودروم لآثار ما تحت الماء 14 قاعة عرض، ولديه المجموعة الأغنى عالمياً من أمفورا شرق البحر الأبيض المتوسط. ويعرض في المتحف كذلك، أنقاض السفن الغارقة في ياسّي أضة (جزيرة ياسّي) ووادي الشيطان وميناء سَرْجَة (ميناء عصفور الدوري). وفي المتحف، في صالة حطام زجاج السفن الغارقة في ميناء سَرْجَة، التي هي حطام أقدم سفينة غارقة في العالم؛ تُعرض ثلاثة أطنان من الزجاج المكسور وغير المكسور من السفينة الغارقة عام 1025. كما أنه تُعرض هنا أكبر مجموعة زجاج إسلامية في العالم.

    وفي متحف بودروم للآثار يضم كذلك عدة أقسام: قاعة أميرة كاريا، والبرج البريطاني، وحطام السفينة الرومانية الشرقية، ومعرض الحمام التركي، وقاعة حطام زجاج السفن، والبرج الألماني، وقاعة العملات والمجوهرات، والقاعة الزجاجية، ومتحف برج يلانلي (الثعبان) المخفي، وحطام سفينة أولو بورون، والزنزانة، وبرج القائد، وحطام زجاج تَك طاش.

    والأمفورات هي أكبر مجموعة أثرية في متحف بوردروم لآثار ما تحت الماء. وصالة برج بالتا "جزيرة الملكة" الموجودة بجوار الدهليز المتصالب.

    متحف ضريح موسولوس التذكاري

    يُعتبر ضريح موسولوس التذكاري باعتباره أحد عجائب الدنيا السبع، من أهم الأماكن التاريخية التي يجب عليك زيارتها ورؤيتها في بودروم. بدأ موسولوس، من سلالة هيكاتومنوس، والذي عينه الفرس باعتباره ساتراب (حاكم) منطقة كاريا، في بنائه باسمه وهو على قيد الحياة (في 353 قبل الميلاد). وبعد وفاته واصلت البناء زوجته وأخته أرتَميسيا.

    فموسولوس باعتباره أهم حاكم في عصره، ربما قرر بناء مبنى مهم هكذا لكي يرمز إلى خلوده وعظمته.

    وقد تناول الكاتب القصصي الروائي جواد شاكر قبا أغاجلي الذي تماهى في الأدب التركي ببودروم، والمعروف أيضاً "بصياد سمك هاليكارناسوس"، عمارة ضريح موسولوس فقال: ”فكر مرة واحدة! فالقيام بشيءٍ جديدٍ تمامًا بالتمرد على كل التقاليد ... يدفع الإنسان إلى الجنون! فكلما أفكرت في هذا التحدي، يدوي في داخلي بوقٌ وطبلٌ وطنبور".

    يبلغ ارتفاع ضريح موسولوس من قائمة عجائب الدنيا السبع؛ 80 قدمًا أيونية. وهذا ما يقارب عمارة سكنية 50 متراً بارتفاع 50 متراً، و20 طابقا.

    يذكر الكتاب القدماء أن المعماري، الذي قام ببناء الضريح وبناء معبد براين أثينا هو بيثيوس. ويذكر فيتروفيو أن أهم نحاتي العصر في القرن الرابع قبل الميلاد شاركوا في بناء هذا المبنى. وكان برياكسيس أحد النحاتين من أصل كاريا، وقد قام بصنع منحوتات موسولوس وأرتَميسيا على عربة بأربعة أحصنة أعلى ضريح موسولوس.

    وقد صمد النصب التذكاري مدة 1500 عام، ولكنه تهدم في الزلزال عام 1304. وقد احتل ضريح موسولوس اليوم مكانه في التاريخ الثقافي، باعتباره الموقع الأثري الوحيد الذي تم إدراجه في "عجائب الدنيا السبع".

    أطلال ستراتونيكيا

    شُيدت مدينة ستراتونيكيا القديمة في القرن الثالث قبل الميلاد. وقد منح ملك سوريا سلوقس الأول زوجته ستراتونيك لابنه أنطيوخوس. أسس أنطيوخوس أيضًا مدينة باسم ستراتونيك، التي كانت زوجة أبيه أولاً ثم زوجته. وكانت المدينة حسب الرحالة الكاتب سترابون مجهزة بمباني جميلة جدًا، ومن الواضح أن المسكوكات التي تم العثور عليها أثناء الحفريات، بدأت طباعتها في عام 167 قبل الميلاد، وهو العام الذي اكتسبت فيه استقلالها عن رودوس، واستمرت حتى زمن جالينوس (253-268 م)، وقد اكتسبت استقلالها من رودوس. وكانت أكروبول (التي تعني) المدينة العالية أو الحصن تقع على قمة الجبل الجنوبي. وهي محاطة بسور. ومما يلفت الأنظار، معبد صغير تم بناؤه للإمبراطور كما يبدو من الكتابة في إحدى النقوش التذكارية على الشرفة القائمة على السفح في الشمال، أسفل الطريق البري الحالي.

    وتعتبر من الأماكن النادرة التي يمكن فيها رؤية المباني والنسيج الحضري بدءاً من العصر الستراتونيكي، والعصر اليوناني العتيق، والهلنستي، والإمبراطورية الرومانية، والبيزنطية، وعصور البَيْلِك، والإمبراطورية العثمانية إلى الجمهورية التركية. وهي من أكبر المدن العالمية المبنية من الرخام بمساحتها التي تبلغ 7 كيلومترات. ويمكنكم هنا رؤية روعة مهارة الإنسان العظيمة وجمال البيئة الطبيعية معاً في هذه المدينة التي تتضمن نماذج مهمة للعمارة التركية.

    أطلال هرقلة

    لاتموس كلمة اليونانية. وكانت هذه المنطقة معروفة بهذا الاسم في العصور القديمة بسبب الأم الإلهة لادا. وغير اليونانيين اسم لادا إلى لاطموس، وأطلقوا هذا الاسم على المدينة. وكانت المدينة تحت حكم بليسترشوس، أحد سلالة البطالمة، منذ بداية القرن الثالث قبل الميلاد واستمرت عشرة أعوام، ورغم من أنها سميت باسم بليسترشوس في هذا العصر، فإن ليسيماخوس يكاها بعد ذلك سماها بإسكندرية ساحل لاتموس، لكنها ذهبت جميعاً أدراج الرياح. ورغم أن تاريخ بناء المدينة لم يكتسب القطعية، فقد تردد اسمها في التاريخ على الأكثر * في حرب ميليتوس وماغنيسيا في القرن الثاني قبل الميلاد. وقد برزت أهميتها باستقلالها خلال العصر الروماني. فتم بناء العديد من الكنائس والأديرة كمركز أسقفي في القرنين السابع إلى التاسع الميلادي. عاشت هرقلة لاطموس ألمع فتراتها في الفترة الهلنستية. وقام ليسيماخوس بمد جدران تحصينات المدينة عام 287 قبل الميلاد، ووصل طولها إلى 6.5 كم.

    بعد فترة وجيزة من خلاء مدينة هركلة تمامًا، تم بناء أديرة وكنائس في النصف الأول من القرن الثامن بعد الميلاد. وقد تم العثور على 170 لوحة صخرية ترمز إلى الانتقال من العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الحديث.

    مقابر كاونوس الصخرية

    كانت مدينة كاونوس بمقابرها الصخرية أحد أكثر أطلال تركيا إثارة للاهتمام، ومدينة ميناء تجاري مهم، لكنها فقدت ميزة الميناء بمرور الزمن بسبب امتلائه بماء الطمي. تم بناء أكروبولوس والتي تشكل قلب المدينة، على تل يبلغ ارتفاعه 152 متراً. يعود الجزء الشمالي من أسوار المدينة إلى العصور الوسطى. يبدأ السور الطويل من الجانب الشمالي للميناء، ويمتد إلى المنحدرات الواقعة أمام قرية داليان. تعتبر مقبرة موسولوس الساتراب (الحاكم) الشهير لمنطقة كاريا الواقعة في كاونوس في الجزء الشمالي من السور، أحد عجائب الدنيا السبع، وقد تم بناؤها في بودروم خلال فترة هاليكارناسوس. تعود جدران التحصينات الواقعة في الاتجاه الشمالي الغربي إلى العصر الهلنستي (323 ق.م. - 30 ق.م.)، وأسوارها الممتدة نحو الميناء تعود إلى العصر اليوناني العتيق (740-475 ق.م.). ويقع مسرح المدينة القديمة عند سفح الأكروبوليس. تنتمي إحدى بقايا المباني الواقعة في الاتجاه الغربي من المسرح إلى الكنيسة البازيليكية، أما البقايا الأخرى الموجودة في المدينة فهي تشكل المتبقي من الحمام الروماني والمعبد. المقابر الصخرية التي يمكن رؤيتها من داليان، بُنيت في القرن الرابع قبل الميلاد، واستُخدمت لاحقاً في العصر الروماني. ومن الرصيف يمكنك رؤية الفجوات المنحوتة في الصخور، والتي تُعد بمثابة أماكن إشعال نيران ضخمة كفنارات للسفن المقتربة من الميناء القديم المُستخدمة في نقل البضائع إلى كاونوس.

    مدينة كنيدوس القديمة

    تقع كنيدوس التابعة لاتحاد رودس على تَكير بورنو في أقصى شبه جزيرة داتجة وعند نقطة التقاء بحر إيجة بالبحر الأبيض المتوسط، وتُعد من أهم المدن الساحلية في غرب الأناضول. وتتمتع كنيدوس بتجارة متطورة بفضل تصدير النبيذ (الخمر). تُحاط المدينة بأسوار معززة بأبراج دائرية ومائلة، وفيها ميناءان؛ عسكري وتجاري. المباني والمساحات (المناطق) المهمة في الأماكن الأثرية هي: معبد دور، معبد ومذبح أبولو، المعبد الدائري ومذبحه، مبنى المجلس، معبد كورنث، الساعة الشمسية لقياس الموسم والزمن، المسرح، معبد ديونيسوس ورواقه (ممر مغطى، ستوى)، منازل المنحدرات، أوديون، ملاذ دَمَتر، نيكربول وشبه جزيرة كاب كريو. وأثناء التنقيب في كنيدوس عام 1858، فقد كتب عالم الآثار البريطاني تشارلز نيوتن في مذكراته ما يلي: "مقبرة تذكارية سيفتخر بها هاليكارناسوس: وضريحه، يُعد هيكلاً ضخماً لرودس ومُصب بالبرونز. فإن كان له هيليوس، فهناك تمثال أفروديت التي تفتخر به مدينة كنيدوس الصغيرة أيضاً. وقد كان تمثالاً أنفق من أجله ملك بيثينيا نيقوميدس كل دخله، وأسقط كل ديون كنيدوس، ولكن دون جدوى". وعلى الرغم من عدم العثور على تمثال أفروديت العاري الذي صنعه براكسيتيليس لكنيدوس، إلا أنه يمكن رؤية قاعدته.

    مدينة تلوس القديمة

    وكانت المدينة دخلت اتحاد ليقيا بتلوس في القرن الثاني وتُعد تلوس المستمرة في العصر البيزنطي، أحد الأماكن الأثرية التي استمرت حتى القرن التاسع عشر (القرن الماضي). ويمكن الوصول إليها من حي قلعة الذي يقع في قرية ياقا وعلى بعد 13 كيلومتراً من منطقة كَمَر الواقعة على طريق فتحية-كوركوتَلي. ومن المعروف أن مدن ليقية تعود في تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. ولا يعرف تاريخ إنشاء هذه المدن بالضبط، وذلك بسبب غياب الوثائق القديمة، ولكن الحياة في ليقية بدأت بالتأكيد في الألفية الثانية. والفأس الذي اُكتشف بالصدفة في تلوس يعود في تاريخه للألفية الثانية، ويُعد ذلك دليلاً مؤيداً لهذه الأطروحة. ومن المعروف أن تلوس كانت تسمى في الألفية الثانية باسم تالاوا.

    ضريح هيكتانوس التذكاري

    يقع ضريح هيكتانوس التذكاري والأماكن التاريخية المقدسة في مدينة ميلاس بمحافظة موغلا، أحد أهم مدن منطقة كاريا الواقعة في جنوب غرب الأناضول. فالضريح التذكاري والأماكن التاريخية المقدسة المذكورة؛ تتكون من جدار تَمَنوس، عمود الشرف مَناندروس، بويدوم وضريح (غرفة طاجي ياجي (حاملة)، غرفة الضريح، تابوت حجري ودرومس (ممر علوي)). ضريح موسولوس التذكاري باعتباره أحد عجائب الدنيا السبع، يحمل اليوم مصطلح "ضريح" (موسولوس)، بنفس الحجم وينتمي إلى والد موسولوس، ويقع في فترة أقدم من "ضريح هاليكارناس" (أضرحة موسولوس)؛ ويُعد ذو قيمة فريدة، وذلك كونه النموذج الوحيد الذي استطاع الوصول إلى يومنا. الأثر (العمل) الذي يُعد أهم ضريح قديم في العالم، وممثلاً لثقافة الموتى؛ على مستوى عالٍ من حيث التصميم المعماري وفن الرسم على الجدران والنحت، الفروع الأخرى المهمة للفن. كما أنه يُعد النموذج الوحيد في الأناضول عن الفترة الكلاسيكية والهلنستية، وخصوصاً بعظمة وميزة "لحد هيكتانوس فريزلي) وشخصية صاحبه البارزة.

    مدينتي كسانتوس - ليتاؤون القديمتين (قائمة اليونسكو للتراث)

    تقع ليتاؤون داخ حدود مدينة موغلا وكانت مركزاً دينياً بليقية في العصر القديم. ويقع داخل هذه المنطقة الأثرية المقدسة؛ دير وعين جارية؛ بالإضافة إلى معابد ليتاؤون وأبولو وآرتميس. وأكبر معبد منذور لليتاؤون والدة أرتاميس وأبولو، يُعد معبد ليتاؤون الذي يقع في الغرب وقد بُني على طراز بييرابتيروس، ويبلغ حجمه 30.25-15.75 متراً. معبد أبولو الذي يقع في الشرق ومبني على طراز دور، يعتبر أقل حفظاً من معبد ليتاؤون، وأصغر منه، وأبعاده 27.90-15.07متراً. يقع معبد آرتميس، أصغر معبد، وسط معبدين وأبعاده 18.20-8.70 متراً. تندرج مدينة ليتاؤون القديمة في قائمة اليونسكو للتراث مع كسانتوس التي تبعد عنها مسافة أربعة كيلومترات. وعلى مسار طريق مسير مدينة ليقيا القديمة.

    تقع داخل حدود كسانتوس-أنطاليا القريبة من قريبة كينيك، وتبعد عن فتحية مسافة 46 كيلومتر. المدينة التي كانت مستقلة حتى سيطرة الفرس عام 545 قبل الميلاد، والتي كانت في العصر القديم أكبر مركز إداري في ليقيا؛ احترقت تماماً بعد حوالي قرن. وأعيد بنائها مرة أخرى بعد هذا الحريق، حتى أنها أصبحت عاصمة اتحاد ليقيا في القرن الثاني قبل الميلاد. وعقب ذلك، أصبحت المدينة تحت سيطرة الرومان، ثم خُضعت للحكم البيزنطي وظلت تحت الحكم البيزنطي حتى الغارات العربية في القرن السابع. ويُظهر (يبين) هذا المركز في المباني التي أنشأتها كل حضارة مستقرة عادات ليقيا وتأثير الفترات الهلنستية والرومانية، وتم إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1988.

    جزيرة سدير

    يتراوح ارتفاع أطلال جزيرة سدير تقريباً ما بين 0 إلى 15 متراً. والوصول إلى المنطقة يكون عن طريق قوارب النزهات اليومية من حي أق ياكا في مدينة أولا بمحافظة موغلا، أو القوارب المتواجدة في قرية جاملي بمدينة مارماريس.

    تُعد هذه الجزيرة التي كانت تُعرف قديماً باسم كَدرائي، مستوطنة في شرق خليج كَراموس. وتٌعرف الجزيرة اليوم ب "سدير"، بعدما كانت تسمى في العصر التركي "شهير أوغلو" حتى وإن كان اسم الجزيرة نابعاً من شجرة السدير (الأرز)، إلا أن الجزيرة اليوم لا تحتوي على شجر الأرز.

    وتتكون الجزيرة التي يبلغ طول ساحلها حوالي 800 متر من ثلاثة جزر، وبجوارها جزيرتي أوراتا وكوجوك (الجزيرة الصغيرة). وتشكلت الوحدات السكنية في جزيرة سدير على الناحية الشرقية من البرزج الذي يقسم الجزيرة إلى قسمين. ويقع في هذه المنطقة المحاطة بالأسوار الآتي: مسرح المدينة، مناطق أثرية مقدسة، مساكن، ميناء والعديد من المباني المدنية والدينية المهمة الأخرى. أما النيكروبول والميناء والمباني المدنية الأخرى فهي تقع على البر الرئيسي في الجانب الشرقي من الجزيرة.

    وكانت الأراضي الواقعة داخل جزيرة سدير ملكاً لرودوس في العصر القديم. شوهدت شبه جزيرة بوزبورون، داخل رودس، بتأثير وسيطرة رودس بشكل كبير خلال العصر القديم. ويقع داخل المدينة مسرح يتسع 2500 شخصاً، ملاذ أبولو المقدس، البازيليكية الكبرى، كنيسة البرزخ والأغورا.

    إيدما

    تعود مدينة إيدما القديمة في تاريخها إلى ما يقرب من ألفين وخمسمئة عام، وتقع داخل حدود بلدة أق ياكا في الركن الشمالي من خليج غوك أوفا. وتمتد أنقاض مدينة إيدما في زماننا هذا من قرية غوك أوفا إلى سفوح جبل قيران. وعلى التل المرتفع مباشرة في شمال قرية غوك أوفا، يجذب الانتباه أنقاض أكروبوليس المدينة التاريخية التي تعود في تاريخها إلى القرن الثالث والرابع قبل الميلاد. وعلى الجانب الشرقي من نفس التل، يقع نيكروبوليس (ضريح) الذي شهد الألم والحزن. وقد تم إنشاء المقابر التي بُنيت بنحت الصخور الممتدة على طول التل، كأنها تحيي ذكرى منزل يصلح لاستمرار ذكرى أصحابها بعد الموت. وتم بناء بعض المقابر الصخرية على طراز أغنى من المقابر الصخرية الأخرى، حيث تكون مناسبة لشكل المعابد التي يمكننا رؤيتها في العديد من المدن القديمة في الأناضول، ولتكون مختلفة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية خلال الفترة. وأفضل نموذج محفوظٍ من هذه المقابر الصخرية المذكورة هو القبر الصخري الضخم الواقع بين قريتي أق ياكا وغوك أوفا في منطقة تسمى إينيش ديبي. وعلى نفس الطريق تصمد القلعة البيزنطية الواقعة على تل منخفض على ضفة نهر أزماك.

    مقبرة أمينثاس الصخرية

    يقع العديد من المقابر المنحوتة في الصخور الشاهقة على منحدرٍ صخريٍّ شديد الانحدار داخل حدود فتحية، ثلاثة منها على شكل معابد، والأخرى تعكس نماذج معمارية مدنية. وقد بقي قبرٌ من هذه القبور الثلاثة التي على شكل معابد، والمعروف بين الشعب باسم "قبر الملك"؛ متيناً نسبياً مقارنة بالقبرين الآخرين. فإن هذا النظام الأيوني (وهو طراز معماري يقوم على أعمدة وتيجان مخددة محلزنة) الذي يسمى بمقبرة أمينثاس بسبب نقش " أمينثاس ابن هرمابياس" الموجود على القسم الأوسط من الجدران الشرقية الأولية، هو طراز للجبهة الأمامية لمعبد منتظم معكوس على صخرة. والمقابر الأخرى التي تُعد رمزاً للمدينة وتقع على المنحدر شديد الانحدار من الناحية الشرقية مباشرة، فهي أفضل النماذج التي تعطي معلومات حول مهنة المعادن والنجارة بمنطقة ليقية.

    وفي القسم الذي يُفتح على غرفة المقبرة، يوجد رسم لباب مقسم إلى أربع لوحات رئيسية. ويقع داخل الغرفة سقف مسطح خشن مشغول، وثلاثة مضاجع من الرخام.

    فقد شاهد العديد من السياح مدينة تَلمَسوس القديمة والمقابر الصخرية في القرني الثامن عشر والتاسع عشر.

    قايا كوي

    تقع قايا كوي على بعد ثمانية كيلومترات جنوب فتحية، وكانت تُعرف في العصور القديمة باسم كارميليسوس، ويعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وفقاً لبيانات فقه اللغة المقارن (الفيلولوجيا). وفي مقابل ذلك لم يتم العثور على أية بقايا تعود إلى أكثر من القرن الرابع قبل الميلاد. جميع مجموعات البناء التي نراها مرتكزة على المنحدر في المدينة اليوم، قد بنيت وسكنها الأروام في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، بالحقوق الممنوحة للأقليات في أواخر الإمبراطورية العثمانية. وهذه المباني الموجودة بالمدينة اليوم خالية، نتيجة تبادل اليونانيين الذي يعيشون في المنطقة خلال استقلال الجمهورية التركية، بالأتراك في تراقيا الغربية. تتمتع بإطلالة مدينة خيالية، بسبب تدمير أنظمة النوافذ والأبواب والأسقف الخشبية بفعل العوامل الطبيعية. يقع في المدينة المهجورة مناظر لا يزيد حجم كل منها عن 50 متر مربع في فترة استخدامها، وما يقرب من 350 إلى 400 مسكن لا يحجب أي منها ضوء الآخر، ويتكون من طابقين، السفلي مستخدم للمؤون، وعند المدخل خزانات أرضية تتجمع فيها مياه الأمطار الموجودة على السطح. بالإضافة إلى المساكن، هناك العديد من المصليات الكنسية المنتشرة بين المنازل، وكنيستان كبيرتان، ومبنى مدرسة، ومبنى جمرك.

    شاطئ إز توزو - سلاحف كاريتا كاريتا

    يُعد شاطئ إز توزو أحد الشواطئ الأخيرة التي تظهر فيها سلاحف كاريتا كاريتا، والشاطىء الثاني عالمياً الذي يحافظ على طبيعته. يبلغ أطوال سلاحف كاريتا كريتا الهادئة المحبوبة في شاطئ إز توزو متراً أو متراً ونصف المتر، ووزنها 150 كغ. تذهب هذه الحيوانات اللطيفة إلى الشاطئ، وتحفر حفراً متعددة مستخدمة أرجلها الخلفية، وتضع بيضها في الحفرة الأنسب وتعود إلى البحر. ويتخذ صغار السلاحف عند اكتمال يومهم، ضوء القمر بغريزتهم كبوصلة ويتجهون للبحر. ويعد اجتياز الشاطئ والوصول للبحر في عمليةٍ صعبةٍ؛ حيث تستغرق سلاحف كاريتا كاريتا وقتاً طويلاً بخطواتها الصغيرة جداً. ويجب عليهم اجتياز الطريق قبل شروق الشمس وارتفاع حرارة المكان. وأولئك الذين لم ينجحوا في فعل هذا تغلبهم الحرارة ويصبحون طعماً للطيور الجارحة. وبالتأكيد لا يدل وصولوهم إلى البحر على انتهاء الخطر. فلا يمكنهم التخلص من كونهم طعماً للأسماك حتى تصل السلاحف إلى حجم معين. ويبقى عدد قليل من سلاحف كاريتا كاريتا تنمو وتبلغ إلى حجم عملاق، وتعود هذه السلاحف إلى الشواطئ مرة أخرى عندما تبلغ مرحلة المبيض، وتعود إلى هذا الشاطئ الذي ولدت فيه. وهكذا تعود السلاحف إلى ساحل إز توزو، لتضع بيضها، وتودع فيه مشاريع أجيالها الجديدة.

    وعندما يحين الوقت تفقس البيوض عن السلاحف الصغيرة الجديدة، ويمنع في هذا الوقت إشعال النيران أو الإضاءة على هذا الشاطئ؛ لأنه يضلل صغار السلاحف ويمنعهم من العثور على البحر. يوضع البيض تحت الحماية، ويمنع إنشاء أي مرافق دائمة على هذا الساحل. وعند وضع البيض، يقوم علماء البيئة من جميع أنحاء العالم بالتخييم على الشاطئ، ويدعمون صغار السلاحف لتأمين وصولها إلى البحر.

    ممرات سير قديمة

    تتمتع موغلا بإمكانية كبيرة من حيث العديد من أنواع السياحة البديلة، إلى جانب عطلات البحر والرمال الذهبية والشمس. طريق ليقيا وطريق كاريا وطريق القانوني، ثلاثة مسارات تتمتع بأهمية كبيرة في رياضة المسير، باعتبارها نوعاً من السياحة البديلة.

    يُعتبر طريق ليقية واحداً من أقدم الطرق المعروفة، ويبلغ طوله 540 كيلومتراً، ويربط بين 19 مدينة قديمة تقع على مساره، ويتم تقييمه بأنه من أفضل عشرة مسارات للمسير الطويل في العالم.

    وطريق ليقية طريق البدو الذي يستخدمونه منذ آلاف السنين، يبدأ من فتحية ويمتد إلى أنطاليا. يتمدد طريق ليقية بين الشاطئ والجبال، ويتكون بشكل عام من طرق رومانية ومسارات قديمة وطرق للبغال. على طول المسار يمكن رؤية مظاهر جمال الطبيعة مثل خليج قَبَك وخليج الجنة ووادي الفراشات وباتارا وكَكوفا وخليج قرصان ومنارة جَلي دونيا وأدراسان وجيرالي، والمدن القديمة مثل أنتيفيلوس وسديما وليتاؤون وليم يرا وسينما وكسانتوس وباتارا وأبولونيا وكميرا وميرا وأوليمبوس وفاسَليس، والسباحة في الخلجان البكر والإقامة في خيام يمكن نصبها أو مرافق أو وحدات سكنية على الطريق.